Marco Trombetti

المقدمة

في كتابه “الأمير”، الذي ألفه عام 1513، وصف مكيافيللي سمات الزعيم المثالي آنذاك. وكان دور الأمير يجمع بين رجل الأعمال والسياسي. وكان يتعين عليه أن يكون متمتعًا بالفضيلة والحظ، وأن يتقن كذلك في بعض الأحيان فن التهكم والخداع. وكان يتعين عليه أيضًا أن يحمل صفات القسوة لغزو إمارات جديدة ومواصلة السيطرة عليها. تغيرت الأزمان، وباتت هناك حاجة إلى مبادئ جديدة. ويبدو أن أمورًا مثل الموهبة والحظ وحب الخير بدأت في الظهور كسمات لجيل جديد من القادة.

سوف تقع على عاتق رواد الأعمال الشباب الجدد مسؤولية بناء مستقبل أفضل. وسوف يحظون بالفرصة والتكليف لبناء هذا المستقبل بدعم من المتعاونين الموهوبين والمستثمرين المغامرين. وآمل أن نخطو تحت قيادتهم نحو مستقبل أفضل وأن تتاح لهم الفرصة لأداء العمل بصورة أفضل مما يمكن للسياسة والدين أن تفعل.

أرغب في إهداء هذه المجموعة القصيرة من المقالات إلى رواد الأعمال الشباب، خاصة الذين يجدون أنفسهم بعيدًا عن مراكز الابتكار الرئيسية. أولئك الذين يبدو أنهم بعيدون عن أفضل الفرص. ودافعي لذلك هو أملي في تشجيعهم على فعل أمور عظيمة تسهم في تحسين مجتمعاتهم وكوكبنا الصغير.

تهدف بعض المقالات لأن تكون مصدر إلهام لهم وتدور حول التساؤل لماذا يجب عليهم تأسيس أعمال المستقبل، بينما تقدم المقالات الأخرى التي تتسم بطابع عملي أكبر نصائح حول كيفية فعل ذلك. وهي مقالات موجزة، يتسم بعضها بلمسة شخصية وكلها مصممة لمشاركة فوائد التجربة. وهي مكتوبة بالطريقة التي كنت أتمنى أن تكون عليها عندما كنت رائد أعمال شاب: تصب مباشرة في صلب الموضوع، دون محاولة إرضاء الجميع بأنصاف الحقائق.

سوف تعثر في هذه المجموعة على ترجمات للمقالات الاثنتي عشرة إلى اللغات الاثنتي عشرة الأكثر استخدامًا. ورغم أن اللغة الإنجليزية هي اللغة العالمية للابتكار، إلا أن لغتنا الأم هي اللغة الوحيدة التي يمكنها الوصول إلى قلوبنا، وأنا أفضلها لهذا السبب. ولا يتم نشر الإصدارات المترجمة بصورة منفصلة، ولكن تم جمعها في مجلد واحد لتذكيرنا بأننا وحدنا أصغر من أن يكون لنا تأثير. وآمل أن تكون لغتك من بين هذه اللغات.

أدعوكم لعدم الاحتفاظ بهذه المجموعة لأنفسكم ومشاركتها مع رائد أعمال شاب آخر من بلد آخر، على أمل أن يفعل نفس الشيء مع شخص آخر، ربما من بلد مختلف.

مع أمنياتي بتحقيق إنجازات أكبر